Abstract:
الوقف ظاهرة إسلامية أصلية وفريدة، عرفتها المجتمعات الإسلامية منذ صدر الإسلام بل وعرفته
الإنسانية قبل ذلك، فقد شكل بحق ظاهرة اجتماعية واقتصادية أسهمت في الوفاء بالكثير من الحاجات الإنسانية
للمجتمعات بقطع النظر عن خلفيتها السوسيو حضارية، كما استنسخته المجتمعات الغربية في تجارب ونماذج
رائدة تقترب من الوقف بمفهومه الإسلامي، وان اختلت المنطلقات والغايات والأهداف إلا أنها حققت من خلاله
.1(fondation, endowment, trust, dondacion, stiftung, stichting, stiftelse, and saati) تنمية شاملة، ومنها
حيث كان الوقف من أجل صور الخير وأعظمها، وشكل على مر الزمن استثمارا خيريا مستداما إلى
جانب عبادات مالية أخرى إلزامية كانت أو طوعية، أسهمت جميعها في رسم معالم خريطة العمل الخيري الموجهة
لخدمة أغراض التنمية، وتلبية حاجات المجتمع المتنوعة والمتجددة اجتماعيا كانت أو اقتصادية أو ثقافية أو
خدمية، بل أكثر من ذلك أن الوقف اعتبر نظاما خيريا متمي ا ز احتل صدارة الأنظمة الخيرية، نظرا لمرونته وكذا
استيعابه لشتى أنواع سبل البر والخير، الأمر الذي جعل منه مجالا خصبا للاستثمار