Résumé:
إن العدوان و السلوك العدواني هما ظاهرتين موجودتين منذ الأزل، إلا أنهما اتخذتا في القرن العشرين طابعاً جديداً لا يستطيع أن يغفله أحد ، امتد ليشمل الكبار والصغار ، الأفراد الجماعات والدول وإذا كان العنف يمثل أقصى درجات الظلم والقهر التي تقع علي الكائن البشري فأن عنف القرن العشرين تجاوزت القدرة علي ممارسة الظلم والقهر وتوصل إلي ممارسة التحقير والإذلال وإلي التناقضات صريحة بين ظهور الإنسان العقلاني العلماني وردود أفعاله التي تتسم بمزيد من العدوان التدمير ليس مرحلة قصيرة يمكن أن يتجازها الطفل بعد مرور بضع سنين ،ثم يتحول بعدها إلي شاب سوي ناضج كما يعتقد البعض , فأثار هذا السلوك العدواني تبقى واضحة وجلية، صحيح أن السلوك العدواني يبدأ في سن الطفولة ،ولكنه إن لم يعالج و يقوم فانه يمكن أن يلازم الطفل إلى مرحلة المراهقة و الشباب ربما يستمر مدي الحياة ،فالعدوان والعنف هما من أكثر أنماط السلوك البشري ثباتا ديمومة ، ورغم أن الإساءة التي يتعرض لها الأطفال عبر التاريخ إلاّ إن الاهتمام بهم وجد حديثاً فلقد وجد أن العنف الأسري من أشد أنواع العنف خطورةً علي الفرد من الناحيتين النفسية والاجتماعية وتكن خطورته إن أثاره لا تختصر فقط علي نتائجه المباشرة بل تتعدي ذلك إلي ذلك النتائج غير المباشرة المتمثلة في علاقات القوة غير المتكافئة داخل الأسرة والتي غالباً ما تحدث خللاً في نسق القيم واهتزازاً في نمط الشخصية خاصةً عند الأطفال . ينمو معهم و ينقلونه إلى المدرسة و يصبح موروث و سمة سائدة و من المدخلات التي يصعب انتزاعها نظرا لحساسية و طبيعة المرحلة التي يكون فيه الطفل كقطعة ارض خصبة يمكن أن تنمو فيها أي شيء لذا وجب علينا الحذر و استغلالها بالإيجاب، و العمل على إعطاء أهمية قصوى و موازية بين التعليم و التعديل السلوكي.