Résumé:
اتضح بشكل بارز أهمية التسويق ومنذ فترة زمنية، وتأشر ذلك من خلال اتجاه مختلف المنظمات
إلى تبني هذا المفهوم نتيجة عدة عوامل كزيادة الإنتاج واشتداد المنافسة واتساع الأسواق، مما جعل وظيفة
التسويق وظيفة أساسية تعمل على تحديد حاجات ورغبات المستهلك ومحاولة تلبيتها بكفاءة وفاعلية.
ويؤدي التسويق ذلك الدور في كافة المنظمات سواء كانت منتجة لمنتجات مادية ملموسة أو تلك
التي تقدم نوعا من الخدمات غير الملموسة كالخدمات الصحية، المصرفية، والسياحية، أو ما ارتبط منها
بتسويق الأفكار كالم ا ركز الثقافية، المنظمات السياسية، المنظمات ذات التوجه الاجتماعي ...إلخ، حيث
إنه أصبح من المعتاد وجود مصطلحات متعددة للتسويق تختلف باختلاف المجال الذي تنشط فيه
المنظمة المسوق لها.
في هذا السياق، وفي ظل المنافسة التي فرضتها التعددية الحزبية على المنظمات
السياسية، فكرت هذه الأخيرة بمحاكاة الأسلوب التسويقي للمنتجات السلعية بغية تحقيق مآربها وطموحاتها
وأهدافها، فلجأت إلى تسويق أفكارها وذلك وعيا منها أنه بقدرة أي منظمة على تسويق أفكارها تبقى
وتنتشر وتزدهر، ويكون لها أثر بالغ في المجتمع وبين الناس، وبالمقابل تسقط وتتدهور أي منظمة
سياسية عجزت عن تسويق أفكارها بشكل جيد.
لذا، أصبح ومنذ العقدين الماضيين من القرن العشرين على الأقل التسويق للأفكار السياسية
مصطلحا سائدا في أدبيات العلوم السياسية والمنظمات السياسية الديمق ا رطية، لاقتناعها بأنه الاست ا رتيجية
الأنسب للحصول على تأييد المستهلكين السياسيين، والفوز في الانتخابات والوصول إلى الحكم، أو البقاء
في السوق السياسية والارتقاء فيها في ظل المنافسة التي تميزها، وهي الأهداف الرئيسية لأي منظمة
سياسية.