Résumé:
تعد المعرفة دعامة رئيسية من دعائم تقدم الأمم وقوة لا غنى عنها في إحداث الانماء الاقتصادي، ويشهد العالم الآن تحولا إلى اقتصاد المعرفة . الاقتصاد الذي يدور حول المعرفة والمشاركة فيها واستخدامها وتوظيفها وابتكارها ، بهدف تحسين نوعية الحياة بمجالاتها المختلفة من خلال استخدام العقل البشري كرأسمال فكري و الاستثمار في تنميته لإحداث مجموعة من التغيرات الإستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي والاجتماعي ليصبح أكثر استجابة وانسجاماً مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعالمية المعرفة ، وبما أن الفرد يمثل حجر الزاوية في النظام الاقتصادي الجديد، فإن المهارات الفردية والإبداع والابتكار ليست فقط عوامل إنتاج، ولكن أيضا مصادر للثروة ودوافع للنمو الاقتصادي. وفي ظل التنافس العالمي على المعرفة والمواهب يصبح الاستثمار في تنمية الموارد البشرية إستراتيجية حاسمة الأهمية بالنسبة للدول والمؤسسات لتحقيق رأس المال الفكري والاندماج في اقتصاد المعرفة .
ويعتبر موضوع الاستثمار في تنمية الموارد البشرية بالمؤسسة الاقتصادية ودوره في بناء اقتصاد المعرفة، من المواضيع والدراسات الجوهرية التي تسعى إليها العديد من الدول، وتتضح أهمية هذا البحث من خلال الدور الفعال للاستثمار في تنمية الموارد البشرية، و كيفية جعل هذه الموارد أكثر كفاءة، من خلال الإنفاق على التعليم والتدريب والتعلم التنظيمي واستثمار الرأسمال البشري عن طريق الرأسمال الفكري ودخوله مساهما في بناء اقتصاد المعرفة .
فبناء اقتصاد المعرفة يتطلب تدعيم وتحسين البنية التحتية التقانية، والارتقاء بالقدرات البشرية المعرفية، ودعم مجموعات صنع القرار للنهوض بالتنمية البشرية والتحول إلى اقتصاد المعرفة الذي تتسابق إليه دول كثيرة. ولن يتحقق هذا ما لم يتوافق الاستثمار في تنمية الموارد البشرية مع احتياجات التطوير السريع والتغيير الدائم ومتطلباته ، فالتحدي الوحيد الذي يواجه الدول بصفة عامة والمؤسسات بصفة خاصة هو كيفية صياغة استراتيجيات فاعلة لتنمية الموارد البشرية والاستثمار فيها من أجل تفعيل هذه الثروة البشرية واستخلاص أقصى فائدة ممكنة من هذه الموارد تمكنها من بناء اقتصاد المعرفة وتعزز مكانتها ومركز ها بين الدول.