Résumé:
إن موضوع العلاقات بين الدول والأقاليم أصبح ذو أهمية كبيرة في عالم يعيش ظواهر التطور التقني والتكنولوجي وثورة المعلومات، التي أدت إلى تشابك الأخطار والمشكلات التي تتعرض لها الدول، ما أدى إلى توثيق الروابط بين الدول وزيادة الاعتماد المتبادل بينها، تطلعا إلى إيجاد صيغ للتعاون لمواجهة ومجابهة هذه التحديات والتهديدات، كما هو الحال بين ضفتي المتوسط الذي يعبر عن شراكة تمليه الأوضاع الإستراتيجية والتهديدات المشتركة. تربط ضفتي المتوسط علاقات تاريخية يتم محاولة توثيقها من خلال الشراكة الاورو متوسطية، وفي ظل الاختلاف في وجهات النظر لطبيعة الشراكة، خاصة فيما يتضمن البنود الاقتصادية والثقافية وذلك لاختلاف الاهتمامات بين الضفتين، حيث تحتاج الشراكة إلى توافق في الاهتمامات لدعمها، وتعتبر التهديدات الأمنية الراهنة محل اهتمام الضفتين ما يمكن أن يدعم الشراكة اذا ما تم تضمينها بنود أمنية لحل مشاكل منطقة المتوسط، وهذا ما يقودنا إلى طرح الإشكال الجوهري إلى أي مدى يمكن للتحديات الأمنية الراهنة أن تساهم في توثيق ودعم الشراكة الاورو متوسطية؟، وهذه الشراكة تكون في إطار الطرح الجديد للأمن "المركب الأمني" أي أن التهديدات أصبحت عابرة للدولة القطرية ما تحتاج إلى تعاون إقليمي لمواجهتها، وهذا ما يمكن أن يساعد على حل المشاكل و التهديدات في منطقة المتوسط، وذلك بتحديد طبيعة هذه التهديدات وما هي آليات مواجهتها في إطار تشاركاتي.