Résumé:
سعى هذه الدراسة للكشف عن الآليات التداولية التي تتجسد في أسلوب الحوار في القصص القرآني
بوصفه شكلاً تعبيرياً بارزاً في القرآن الكريم، وتحديدا في سورة وُسمت بأنها أحسن القصص ألا هي سورة
يوسف.
وسنحاول الإجابة بذلك على إشكالية رئيسية فحواها: هل يستجيب الخطاب القرآني لإجراءات
التحليل التداولي؟ وهل يستطيع هذا المنهج الإجرائي أن يضفي معاني جديدة على تفسير الخطاب القرآني
فيصبح بمثابة قراءة جديدة للن ص المقدس؟
ويقوم البحث على ثلاثة من أهم مجالات التحليل التداولي، والتي تعد من صميم هذا المنهج وهي:
الإشاريات بوصفها معايير تتحكم في تشكيل الخطاب لعلاقتها بتحديد الأبعاد المختلفة والتي تؤثر في
عملية التواصل بين طرفي الخطاب، وتعرضنا لكل أنواعها الموجودة في الن ص النموذج كالإشاريات
الشخصية، والزمانية ،والمكانية ،والخطابية ،والاجتماعية، ثم تطرقنا لمتضمنات القول وما تحمله من
افتراضات مس ب قة، والتي تلعب دوراً هاما في مجال تحديد العلاقات بين المتخاطبين، وكذا الأقوال المضمرة
والاستلزامات الحوارية وفقا لنظرية غرايس Grice ، وأخيرا استخرجنا كل ما ورد من أفعال كلامية في
خطاب ال سورة طبقاً لتصنيف سيرل Searle من توجيهيات وتعبيريات وتقريريات وإلزاميات وإعلانيات.
ولقد تم تناول مفهومي الق ص ة القرآنية وكذا الحوار من منظور تداولي، والحوار القصصي في القرآن
الكريم في فصلين نظريين، وتطرقنا إلى القضايا التداولية التي سبق ذكرها في فصل نظري، ثم تت ب عنا الظاهرة
المدروسة في حوارات سورة يوسف في فصل تطبيقي معتمدين في ذلك على أراء العلماء والمف س رين.