الشراكة الأورومتوسطية في مجال الأمن البيئي مع دراسة حالتي الجزائر والمغرب

Abstract

إن أىمية المجال البيئي في العلاقات الأوروبية المتوسطية جعمت منو أولوية من أولويات التعاون منذ زمن بعيد يقارب نصف القرن (منذ 6791م إلى يومنا ىذا)، وقد فرضت ىذه الأىمية نفسيا بعد أن تفاقمت المشكلات البيئية في المنطقة وأصبحت عاملا مثيرا لمخلافات وميددا للأمن بمختمف أبعاده الإقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرىا من المجالات الأخرى، برزت أىمية ىذا المجال في إطار التعاون من خلال اعتماد نظام مستقل عن باقي المجالات يحكم التعاون في مجال البيئة يطمق عميو نظام برشمونة، جاء معبرا عن وعي المجتمع المتوسطي بخطورة الوضع البيئي بالمنطقة وبضرورة وضع إطار تشريعي وتنظيمي من أجل الحد من التجاوزات والضغوط الممارسة عمى البيئة والموارد. لطالما استيدفت الجيود الأورومتوسطية دمج الاعتبارات البيئية في التخطيط الوطني والمحمي للأطراف المتعاقدة، وذلك من أجل ضمان أفضل ممارسات وأفضل تعاون فيما بين الأط ارف؛ وقد شكمت دول الضفة الجنوبية لممتوسط محط اىتمام برامج ومشاريع نظام برشمونة نظرا لتردي وضعف الوضع البيئي بيا، فضلا عن ضعف السياسات والتدابير الكفيمة لمحد من المشكلات البيئية الناجم عن سوء الإدارة وضعف الإرادة وغياب الإمكانيات المالية الكفيمة لتنفيذ سياسات الأمن البيئي، وقد شكمت المغرب والجزائر إحدى أىم الدول المتوسطية ذات التأثير الفعال اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وحضاريا في المجال المتوسطي؛ جمعتيا بأوروبا علاقات تعاون وص ارع منذ زمن بعيد، وتعتبر من بين الأط ارف المتعاقدة في إطار نظام برشمونة المتعمق بحماية البيئة في المتوسط، وقد عبرت ىذه الدول عن التزاميا الاقميمي تجاه قضايا البيئة في المنطقة من خلال التصديق عمى الاتفاقيات والانضمام إلى البروتوكولات التابعة ليا، بيد أنيا بحكم انتماءىا إلى الجزء الأضعف من الضفتين فلابد أنيا تواجو مشكلات في تنفيذ البرامج والإستراتيجيات التي أممتيا عمييا الشراكة نضرا لتعدد نقاط ضعفيا. وعميو فقد استيدفت ىذه الد ارسة إب ارز طبيعة التعاون بين دول منطقة المتوسط من مجال الأمن البيئي في إطار الشراكة الأورومتوسطية، مع التركيز عمى حالتي الجزائر والمغرب، إذ تدرك ىذه الأطراف أن القضايا والمشكلات البيئية في تزايد مستمر وأن لمبيئة والأمن علاقة مترابطة، حيث يشكل الأمن البيئي أحد الأبعاد الحديثة للأمن نظرا لما يمكن أن تخمفو المشكلات البيئية من آثار عمى الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية في المنطقة