Résumé:
مرت العلاقات الجزائرية– الفرنسية عبر شبكة من العلاقات المتستمة بالتوتر والإثارة التي طالما طبعتها منذ الاستقلال بسبب ثقل التاريخ وحرب التحرير وما انجر عنها من سلسلة من المشاكل التي واجهت الجزائر، تجلت في ركود اقتصادي بسبب هروب الراسماييل الفرنسية، وهجرة المعمرين الذين كانوا يحتلون مراكز التوجيه والتقرير في جميع المجالات. وقعت الجزائر اتفاقية أيفيان(Evian) مع الدولة المستعمرة كرست أشكالا جديدة من التبعية التي لم تقتصر على المجال الإنتاج والإبداع فقط، لكنها أثرت بالأساس على الاستهلاك ونمط الحياة ومنحت بذاك وضعا يمكنها من الهيمنة على الجزائر. تميزت العلاقات بين فرنسا والجزائر بنوع من الاضطراب والبرودة والتوتر، حاولت الدولتان تجديد الإطار العام لهذه العلاقات في المدة الأخيرة، حيث انتهجت فرنسا اتجاه الجزائر منحى جديد، تميز بإعادة توثيق الروابط والعلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وكذا الثقافية والاجتماعية بين الطرفين لها انعكاسات مباشرة على الروابط الإقليمية ( الشراكة الأورو متوسطية) والعلاقات بين الدول المغاربية، لما يمثله كل طرف من وزن وأهمية في التوازنات الاقتصادية والسياسية التي قد تميز النظام الدولي في المستقبل. تعاني العلاقات الجزائرية- الفرنسية تذبذب منذ وصول نيكولا ساركوزي إلى رئاسة الجمهورية في فرنسا خلفا لجاك شيراك، الذي كان سيوقع معاهدة صداقة مع الجزائر لإبعاد البلدين عن مزاجية الخلافات العاطفية وحساسية الماضي ولكن تصديق البرلمان الفرنسي في 2005 على قانون تمجيد الاستعمار افشل ذالك.