Résumé:
يظهر من خلال تطور العلاقات الأورومتوسطية؛ التأثير المتبادل بين النظام الدولي كمحدد رئيسي
للعلاقات بين الدول، والكتل الإقليمية، والعلاقات الأورومتوسطية كنموذج مصغر عن التفاعلات الكونية،
وبالنظر إلى الأهمية الحضارية والاقتصادية والاستراتيجية للفضاء المتوسطي فإن العلاقات الأورومتوسطية ستظل
عنصرا رئيسيا في معادلة التحولات الكبرى والتغيير النظمي الدولي، حاضرا ومستقبلا.
تمر العلاقات الأورومتوسطية والنظام الدولي بمرحلة فاصلة بين مسارات تقليدية تتوارى ومسارات جديدة قيد
التأسيس في المستقبل المتوسط، في ظل
المنطقة الأورومتوسطية ونظمها الإقليمية الفرعية بتحريك عناصر التناقض والتصادم داخلها، مع صعود النزعات
القومية والشعبوية في أوروبا على حساب ظاهرة الأوربة، وتصادم العرقيات والمذاهب في المنطقة العربية على
حساب القومية العربية والإسلامية، وعودة حركة الإحياء الإمبراطوري في مقابل تراجع الاتجاهات التكاملية
التقليدية، وديناميكيات القوى الصاعدة التي تساهم في إعادة تشكيل التفاعلات العالمية بزعزعة البنى النظمية
الدولية والإقليمية على حساب الظاهرة الأورومتوسطية، وهذا ما أدى الى تشابك التحديات الأوروبية والعربية،
وفرض على الطرفين مسارات مشتركة لمواجهة ديناميكيات التفكيك وإعادة التركيب النظمي الاقليمي والدولي.
تتجه العلاقات الاورومتوسطية في العقدين القادمين نحو مزيد من التشابك، وتعميق مسارات الشراكة المتعددة
المستويات لإعادة تشكيل النظم الإقليمية وبناء إقليمية أورومتوسطية جديدة، تجمع بين المصالح الاقتصادية
والجغرافيا السياسية من جهة، والهويات والقيم والمعايير المشتركة من جهة ثانية، استنادا إلى مقاربة القوة المعيارية التي
تربط تحول المعايير لدول الشراكة بدوائر التكامل الأوروبيالداخلية والخارجية، ودوائر الاقتصاد العالمي والنظام
الدولي، لبناء تحالف إقليمي أورومتوسطي، وفق أنماط تفاعلات وموازين قوى وتوزيع قيم وأدوار جديدة، تراعي
التوازنات الإقليمية والتحولات الدولية، وهذا ما سيحقق المصالح الاستراتيجية المتبادلة للضفتين، ويمكن التحالف
الأورومتوسطي من لعب دور رئيسي في بناء نظام دولي تعددي مستدام