Résumé:
ليست عملية رصد المعنى وتحصيله مقتصرة على علم اللغة وفروعه فقط بل عامة في جميع المعارف والأنشطة الفكرية من فلسفة، ومنطق، وعلم النفس اللغوي ،وعلم الاجتماع اللغوي ،وعلم الاقتصاد، والأدب، والنقد، والأنتروبولوجيا، والترجمة وغيرها، وبعبارة موجزة يمكن القول إن علم الدلالة هو بغية العلوم جميعا وغايتها،فعند تحديدنا للعلاقة بين علم الدلالة وعلم المعاجم نجد أن هذه الأخيرة جزء لا يتجزّأ من اللغة في منظورها العام، ومحتوياته هي مخزون الأمّة الثقافي، والحضاري والاجتماعي، عندما تلحّ الحاجة إلى مراجعة أوراقه طلبا لدلالة معينة، صوتيا، أو صرفيا أو نحويا. وبناء فإن الكلمة داخل المعجم أو القاموس لها معنى مفرد معادل لبيان الدلالة ويسمى بالمعنى المعجمي وحين تدخل الكلمة السياق التركيبي فإنها تتحدد بمعنى واحد، وذلك بفضل القرائن المقالية، فضلا عن ارتباط كل سياق بمقام معيّن، تحدد أبعاده القرائن المتواترة في النص، إذن فالمتكلم يحوّل الوحدات اللغوية من داخل المعجم إلى ألفاظ ذات قيم دلالية محددة ومعلومة عن طريق السياق، حيث يعتبر المسؤول المباشر عن عمليات توصيف الدلالة المحددة حتى تكون مفهومة ومدركة من قبل المتلقي داخل بيئة النص