Résumé:
في ظل التسابق التكنولوجي والثورة المعلوماتية أضحت المعرفة ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والإجتماعية والسياسية تسعى حكومات الدول إلى رسم وتنفيذ الإستراتيجيات المؤهلة لإستعابها واكتسابها ونشرها، وقد أدى الوعي التاريخي بأهمية المعرفة في الدول المتقدمة إلى تعظيم المنافع من أنشطة البحث العلمي والتطوير، عن طريق تنظيمها بالاعتماد على التشريعات والسياسات الكفيلة بدعم البحث العلمي والتطوير فضلاً عن تقوية الروابط بين عمليات الإنتاج والابتكار. يشكل التعاون العلمي الدولي في عصر العولمة أحد العناصر الأساسية لانفتاح الباحثين على العالم الخارجي من أجل الوصول إلى نتائج نوعية في الأبحاث واكتساب المهارة والخبرة المساعدة في نقل المعارف والتكنولوجيا. وإن تتبع تجارب الدول يكشف لنا أن انفتاح الجامعات ومراكز البحث على العالم قد ساهم في حل مشاكل البحث العلمي والتطوير، وما وجود آلاف الباحثين في مراكز بحث الدول المتقدمة سوى شكل من أشكال ذلك الانفتاح. على هذا الأساس تحاول الجزائر تبني استراتيجية وطنية واضحة المعالم وتبني حلول علمية في سبيل دعم مسيرة البحث العلمي والتطوير وتفعيل المسار الهادف إلى خلق مقومات الإقلاع في ميدان العلوم والتقنيات الحديثة ، كما أدرك المسئولين الجزائريين عن قطاع البحث العلمي والتطوير أهمية التعاون الخارجي والاستفادة من تجارب الآخرين واغتنام الفرص المتاحة التي تمكننا من مواكبة التطورات وتحقيق التنمية، ولقد كان التعاون مع دول الإتحاد الأوروبي في إطار الشراكة الأورومتوسطية من أهم ما استفادت منه الجزائر من خلال برامج التعاون الدولي واتفاقيات التعاون المتعددة مع مختلف الجامعات ومراكز الأبحاث الدولية التي تم الاعتماد عليها لتحقيق تنمية مهارات الباحثين الجزائريين وترقية المخرجات، وزيادة إنتاج المعرفة للسيطرة على التكنولوجيا. من هذا المنطلق يحاول هذا الموضوع تشخيص واقع الإنتاج المعرفي في الجزائر وكيفية مساهمة الشراكة الأورومتوسطية في بلوغ ذلك، من ثمة الوقوف على أبرز المشكلات والمعوقات التي تعترض عملية إنتاج المعرفة في الجزائر في إطار الشراكة الأورومتوسطية ، ومحاولة تقديم رؤية مستقبلية تتضمن المقترحات أو البدائل الكفيلة بتعزيز الإنتاج المعرفي مستقبلاً في الفضاء الأورومتوسطي.