توظيف اللسانيات الحاسوبية في صناعة المعجم العربي الحديث

Abstract

سارع علماء اللغة إلى استثمار قدرات الحاسوب بما يمكنهم من إعادة النظر في مكونات اللغة، وتفسير ظواهرها المختلفة، إذ اتخذت اللسانيات الحاسوبية دورا بارزا في مكاشفة المكنونات اللغوية والآلية التي من شأنها معالجة اللغات الطبيعية وتقديمها في إطار تكنولوجي يزاوج بين القواعد التقليدية والأدوات التقنية الحاسوبية، من أجل ذلك عمدنا إلى إيجاد نظريات لغوية حاسوبية تلامس كل مستويات التحليل اللغوي بما في ذلك المستوى المعجمي، أين تعتمد المعاجم اللغوية العربية في ميكنتها على الخاصية الإنتاجية الصرفية التي تربط بين قائمة الجذور، والصيغ الصرفية؛ إذ يرتبط إنشاء معجم في أي لغة من اللغات الأخرى بصلات وثيقة مع طبيعة تكوين الكلمة وخواصها الصرفية وسماتها الداخلية . استطاعت الدراسات اللسانية الحاسوبية تحقيق تقدم ملموس ظهر نتاجه على شكل معاجم آلية، صممت من أجل تجاوز ثغرات المعاجم التقليدية نظرا لاختلاف طريقة ترتيبها ووضعها، مما صعب على الباحث كيفية البحث فيها؛ من خلال ما تقدم سعينا في هذه الأطروحة إلى تبيان أسس الصناعة المعجمية لكل من المعاجم الورقية و الرقمية مبيّنين آلياتها وطرق بنائها، كما عمدنا إلى إنجاز نموذج معجم إلكتروني صرفي للفعل العربي، بيّنا من خلاله الطريقة الرياضية التي يقوم بها الحاسوب لفهم الوحدات اللغوية و أصولها الصرفية وترتيب َمداخلها ، مقتصرين في ذلك على الفعل الثلاثي المجرد المبني للمعلوم