عنف المتخيّل ال ّسردي بين شهوة الحكي ومرارة الواقع في روايات بشير مفتي

Abstract

تعتبر حوادث أكتوبر 1988حدثا فاصلا في التاريخ الجزائري على جميع مستوياته: السياسية والاقتصادية والتاريخية منها، والمستوى الثقافي والفكري واحد من هذه المستويات التي كان لها تأثير مباشر على مجريات الأحداث، فخرج من هذا الشغب السياسي والفكري جيل من الروائيين حمل على عاتقه تدوين حلقات التاريخ فنيا، فكان هاجس العنف الهاجس الأول لهم فاستثمروا فيه إبداعيا واغترفوا من معين تشظي الواقع الجزائري وتفككه ودخوله دهاليز المجهول، ليخرجوا بذلك روائعهم السردية محمولة بأوجاع المستضعفين والمغلوبين، ويواكب هذا الجيل رهانات الراهن وينحرف بالكتابة السردية نحو رواية العنيف تماشيا مع العنف الممارس عليهم في الواقع. لذلك جاءت أطروحتنا هذه تتناول بالمدارسة والتحليل إسقاط العنيف في روايات العشرية السوداء من خلال لذة حكي العنيف وعنف المتخيل السردي عند بشير مفتي، الذي وجد في تيمة العنف هاجسا روائيا اشتغل عليه في جل متونه السردية، فتلقف هذه الظاهرة من شوارع الجزائر الممحونة بقبح أبنائها، فجاءت رواياته رسما للمأساة من جحيم الواقع، وشخصياته معبرة عن حجم العنف في صورة الجلاد مرة ودور الضحية مرة أخرى. وقد حاولنا من خلال هذه الالتفاتة أن نعري ظاهرة العنف التي قوضت البنية المجتمعية للجزائريين وأدخلتهم في واقع سياسي واجتماعي موبوء بالأمراض، وكان للجانب الفكري والفني الحظ الأوفر في تبنيها بالمدارسة والتحليل والطرح، لتصبح بذلك متلازمة سردية ما زالت تؤثر على المخيال السردي للروائيين إلى اليوم