Résumé:
يتضمن الموضوع الذي سنبحث فيه دلالة السياق عند ابن القيم لمعرفة مدى اهتمام علماء الأصول باللغة لاعتبارها علم آلة في اجتهادهم لا يمكن الاستغناء عنه . والسياق يعد أساس لغوي في تحديد الدلالة منذ القدم وقد أشار العلماء إلى أهمية السياق أو المقام وما يتطلبه من مقال مخصوص يتلاءم معه كما أن للسياق أهمية كبيرة في تحديد والتفريق بين معاني المشترك اللفظي ، وأن التحديد الدقيق للدلالة إنما يرجع إلى السياق اللغوي ، ولذا نجد اهتمام كبير بهذا الأمر عند علماء الأصول لبيان المعنى في النصوص الشرعية ، لأن الإخبار عن الله يقتضي الدقة عندهم في تحديد الدلالة وهي على نوعين قرائن لفظية وقرائن مقامية (حالية ومكانية) وفهم أثر هذه القرائن في تحديد دلالة النص ، ومن خلال هذا نجد أن السياق هو الذي يحدد دلالة الكلمة ضمن النص والمعنى المراد على رغم من تعدد معاني ودلالات الألفاظ المتشاكلة والمتشابهة خارج السياق أو تعدد الألفاظ والكلمات الدالة على نفس المعنى خارج السياق ،وهذا مما يؤكد أن ضبط دلالة معاني الألفاظ يكون أكثر وضوحا وانضباطا داخل السياق . ولأجل دراسة دلالة السياق لا بد أم نتناوله ضمن مستويات اللغة والمتمثلة في المستوى الصوتي والمستوي التركيبي ( نحو وصرف) والمستوى البلاغي البياني والمستوي المعجمي الدلالي .