Résumé:
إنَّ التضارب الواقع في المفاهيم البلاغية ما هو إلا نتيجة لذلك التراكم المعرفي الغير المدروس، والفهم الجزئي للقضايا التي تم معالجتها في هذا الميدان وفق مبادئ معلوماتية وقوانين معرفية يمكن القول عنها بأنها ناقصة، أو بعبارة أخرى ما هي إلا مدلولات لمفهوم واحد دوّنها الباحثون وفق نظرياتهم الذاتية كاجتهادات منهم حسب رأيهم؛ وعليه وجب علينا كباحثين ودارسين لهذا المجال إخراج المصطلح البلاغي من هذه القوقعة التي حصر فيها.
فالعمل المعجمي والمصطلحي يعتبران من أهم ما يندرج ضمن المجال اللغوي، من حيث الدقة نظرا لقيمته العلمية والمعرفية التعليمية؛ وهذا راجع لكون علم المعجمات علم مستقل يسابق لرسم حدوده الخاصة والمتخصصة ضمن الحقول العلمية سواء اللغوية أو التعليمية، وعليه فالحركية المعجمية لقيت اهتماما علميا نستطيع أن نقول عنه محتشم في بادئه، عكس ما هو عليه حاليا فلقد شهد إقبالا علميا واسعا؛ إذ يعد التأليف المعجمي أو الصناعة المعجمية من أهم الميادين التي سعت إلى جمع المادة اللغوية وما تحمله من مفردات وتدوينها في مدونات بغية الحفاظ عليها وتسهيل الأمر على دارسيها، غير أن هذه الحركية المعجماتية كانت ذو حدين: الأول ايجابي كما سبق وذكرنا إنها سهلت مهمة الباحث وأزالت جزءا من عناء البحث والرصد وتلاشي غموض المفردة، أما الحد الثاني فقد كان سلبيا أعاب جعبتها المعرفية من ناحية التعدد المصطلحاتي للمفهوم الواحد أو الشيء الواحد كقولنا: الأسد، الغضنفر...........إلخ، ومن ناحية المفاهيم فتعددت المفهومات للمصطلح كقولنا: "أن تأتي في أواخر الأسجاع في الكلام المنثور، أو القوافي من المنظوم بلفظتين متجانسين" ونجدها في موضع آخر: أن يأتي المتكلم في كل واحدة من الشرط والجزاء( الجواب) بأمرين مزدوجين، حتى لو كان الشرط مزدوجا دون جواب فلا يسمى ازدواجا". فكلا مفهومين يدلان على مصطلح واحد وهو الازدواج.