Résumé:
تعتبر اللغة وسيلة مهمة في تحقيق التواصل بين الأفراد، لذا نجد المجتمع يرتبط بها أشد الارتباط فهي تمثل
كيان المجتمع وهويته. وبما أن اللغات واللهجات تعددت وتنوعت في العالم بأسره، فقد أدى ذلك إلى
بروز ظاهرة مهمة جدا ألا وهي ظاهرة التداخل اللغوي في المجتمع عامة ولدى الفرد خاصة، لأن هناك
الكثير من الاحتكاكات الحاصلة بين اللغة الأم وبين بقية اللغات الأخرى.
وباعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية تترابط وظيفيا مع الأنظمة الاجتماعية الأخرى،فهي دائمة التغير مع
التحولات التي تعتري البناء الاجتماعي، تقوى وتضعف تبعا لمقتضيات الحال. فاللغة ليست رموزا
ومواصفات فنية فحسب ولكنها إلى جانب ذلك منهج وفكر وأسلوب وتصور لواقع الأمة وريية شاملة
لقضاياها ومشاكلها. والحياة اللغوية تخضع لمؤثرات شتى قديمة وحديثة متشابكة في نسيج معقد، فهي
التي تجذر المتكلم في وسطه الاجتماعي وتعطيه أحد أبعاد هذا الانتماء، فإذا كانت اللغة الأم تعطي
الإنسان حق الانتماء وجنسية الفكر والهوية، فإن اكتسابه للغة ثانية يكسبه جنسية فكر ثانية وهوية
أخرى ويعطيه حق الانتماء الثقافي لثقافة أخرى، وهذا ما يظهر في الازدواج اللغوي الذي تعرفه
المجتمعات العربية والذي يعد كأحد مظاهر التداخل اللغوي في تلك المجتمعات. فالازدواجية اللغوية هي
حالة لسانية مستقرة نسبيا يتواجد فيها مستويين للكلام من نفس اللغة )كالعامية والفصحى(، أو من
لغتين مختلفتين) كالعربية والانجليزية(، ونجد الازدواج اللغوي بين اللغة العربية واللغة الانجليزية في
المجتمعات العربية خاصة المشرق العربي وذلك لعدة أسباب وعوامل قد تكون سياسية أو تاريخية أو
اجتماعية أو ثقافية، تفرضها اللغات العالمية المهيمنة على الفضاءات اللسانية.