Résumé:
ساهمت تقنية )الأسطورة( في بناء الخطاب السردي، ومكنته من تمرير رؤياه الفكرية. فأعلنت
الرواية بذلك هوية في السرد وجدل في الكتابة، نتيجة لما تمنحه هذه الأخيرة من طاقة رامزة ودلالة
واسعة تخدم التوجه الايديولوجي للكاتب الروائي.
من ذلك، تبنى الطاهر وطار الأسطورة في كتاباته، هو ما منح هذه النصوص فعالية ثرة
والتنوع في الأساليب، فكان أن استدعى وطار الأسطورة في ر واية الحوات والقصر، تجربة في
العشق، العشق والموت في زمن الحراشي، الشمعة والدهاليز، والولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي.
وهو ما اشتغلت عليه هذه الدراسة التي تهدف إلى إبراز دور الأسطورة وأهميتها في خدمة فاعلية
سياسية واجتماعية وفنية، لتأطير العملية الإبداعية وفق هيكل أسطوري سواءًا في توظيف
الشخصية الأسطورية أو الزمكان )الزمان والمكان( الأسطوري في الرواية.
فاستدعاء الطاهر وطار للأسطورة في الروايات المذكورة كان وفق توجهات عديدة، فكان إن
استدعت الرواية الأسطورة ككل أو تستدعي جزء ا من أجزائها وعناصر من عناصرها، حيث قام
فيها وطار بعملية تحوير كبيرة للأسطورة العالمية والمحلية والحكاية الشعبية والموروث الصوفي. وهذا
من شأنه أن يشحن الخطاب السردي بإنتاجية قرائية تفتح التلقي، وتغذي التأويل، وتمنح الروائي
الحرية في الاشتغال على المبنى الحكائي الذي يجسد واقع ما حد التماهي.