Résumé:
تناولنا في هذه الدراسة، تحليل حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك في سياقه الإقليمي والدولي. والطموحات التكاملية المرجوة من مشروع منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والبحث فيما إذا كان التكامل الاقتصادي العربي قد وصل إلى المستوى الذي يسمح له بالتفاعل الايجابي مع التحديات الدولية والإقليمية. تحديات متعددة الأبعاد، برزت أساساً من خلال تسارع مسار العولمة بتجلياتها الاقتصادية، وتنامي ظاهرة الأقطاب الجيو-اقتصادية، هذا إلى جانب التأسيس لمشاريع إقليمية كالشراكة الأورومتوسطية والسوق الشرق أوسطية. وقفنا على حقيقة المستوى الذي وصلت إليه مختلف تجارب الدول العربية في هذا المجال. حقيقة مفادها أن التكامل الاقتصادي العربي لم يتمكن من الوصول إلى المستوى الذي يسمح له بمسايرة التحديات الدولية والإقليمية وتفادي انعكاساتها السلبية. وتناولنا مفهوم الأمن الغذائي ودلالاته من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ثم حددنا مفهوم "فجوة الغذاء" و"الاكتفاء الذاتي" و"الأمن الغذائي". وتقصينا في هذا البحث؛ مقومات التنمية الزراعية العربية المتمثلة بالأرض والعمل ورأس المال، والسوق والموارد المائية، وفي ضوء هذه المقومات تبينا واقع الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، فأظهرت المعطيات أن هناك فجوة بين الإنتاج والاستهلاك ولصالح الأخير، ويجري تطويق هذه الفجوة عن طريق استيراد كميات كبيرة من المنتجات الغذائية وخاصة الحبوب واللحوم من أجل تلبية الاحتياجات المحلية من المواد الغذائية. وتوخينا من هذا البحث؛ معرفة الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تقف وراء "فجوة الغذاء" في المنطقة العربية، ووجدنا أن هناك أسباباً معقدة ومركبة تتداخل مع بعضها، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو محلي، ومنها ما هو خارجي، تتسبب مجتمعة في مشكلة "فجوة الغذاء". ولمواجهة هذه المشكلة وتطويقها لابد من تطبيق قوانين الإصلاح الزراعي، وتعميم الحركة التعاونية الزراعية، وتوفير مستلزمات الإنتاج الزراعي في كل قطر عربي على حدى. ولابد من جهد عربي جماعي يتجه كلياً إلى تحقيق التكامل الزراعي العربي بوصفه المدخل الحقيقي لتجميع الموارد الزراعية العربية المشتتة، وحشدها مجتمعة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي العربي، الذي يشكل بحق أحد أهم مكونات الأمن القومي العربي.