مدخل إلى الآداب العالمية

Abstract

الأدب العالي نافذتك للولوج إلى عالم المعرفة الإنسانية المختلفة، قديماً وحديثاً، يعبّر عبـره للتعرف على أزمـنة متعددة، وإبداعـات متنوعة، ومناطق بعيدة زمناً ومكاناً. وحضارات عديدة تـرجمـت معـالمها في كتـابات أدبية مثلث موسوعة شاملة لحياتها الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والعلمية. بحصر بقعـة لمسيرة الإنسان عبر الزمن والعصور المختلفة.

ولا تزال البحوث الأنثروبولوجية والأثرية تكشف للإنسان القديم الذي اعتقد بالأساطير والخرافات، كحاجة خفية لدرس أفكاره، وإبرازها في شكل ملاحم طويلة. حتى صبر تلك الأمم وعذاباتها في مواجهة قوى الطبيعة والتاريخ، وشكلت صورة مقاربة لحقائق الحياة الكونية.

تبرز القيم التربوية، والمشاعر الإنسانية التي تبعث على التلاحم والتعاطف وتقدير الآخرين والإحساس بمعاناتهم، والآلام، والكوميديا تبرز أخطاء الناس في قالب يخلط الخفة والفنية والتعليم في آن واحد، بغـاية أسمى تتحصر في التحذير من الأخلاق الدنيئة التي تهدم الفضيلة وتزعزع تماسك المجتمع وقيمه الرفيعة.

وسنتـاول في دروسنا أن نتعرف على الآداب الإنسانية التي ارتقت للعالمية، أخذت مكانة مهمة في مسلة روائع الأدب العالي.

وإن كانت المعايير التي اختيرت على إثرها هذه الأعمال دون غيرها تبقى محل دراسة ونقد، في نظـرنا، نظراً لاعتبارات موضوعية وأخرى ذاتية وقعت عليها الآداب العربية ومنها وغيرهـا. واخترنـا أعـمالاً أخرى ذات جودة أدبية، لغة وسرداً.

سننطلق في المحاضرة الأولى على مفاهيم العالمية في الأدب، وسنستعرض أهم المعايير التي تؤسس لمفهوم عالمية الأدب، وتجعل من العمل الأدبي يرقى ويسمو إلى العالمية.

ثم سنتـناول في المحاضرة اللاحقة للتعرف على الآداب الشرقية القديمة: السومرية، والفارسية، والهندية، والتي رسمت ملامح التفكر الأدبي الإبداعي الذي يتجلى عبر مجموعة من الأساطير التي أرخت للحياة العامة في الشرق الأدبي للشعوب الشرقية القديمة.