Résumé:
فإنّ التراث يمثل الصورة الحضارية للزمن الذي أنشئ فيه ، و المرجعية الثقافية التي لا يمكن تجاهلها حتى و إن زهد الباحثون في الاهتمام بها ، و هو يحتاج من جيل اليوم إلى من يصونه و يرعاه من أجل إحيائه وتبصير النشء بأهمية التراث الذي خلفه الأجداد ،فهو عصارة فكرهم لعقود عديدة ، وثمرة جمعهم و سهرهم ليالي طويلة ، و لا شك أنّ مشروع الدراسات اللغوية و النحوية في العهد التركي بالجزائر هو من محفزات همم الطلبة الباحثين لإحياء جانب من تراثنا الجزائري النفيس لفترة الأتراك التي عرفت فيها الحركة الثقافية انتعاشا لم يسبق له مثيل في القرن الأخير من سيادتهم للجزائر فقد شيّدت المؤسسات الدينية و التعليمية و نشطت أقلام الكتاب و العلماء و ظهرت مؤلفات كثيرة ومتنوعة ، لكن الفترة العصيبة التي مرّت بها الجزائر أثناء الوجود الاستعماري الغاشم ترتب عنها تحطيم الكثير من تلك المؤسسات ، و إتلاف الكثير من المخطوطات