Résumé:
كـانت الحـرب ولا تزال وسيلة مرغوبة يتـم اللجوء إليها لحـل النزاعـات الـدولية، وكـانت النتيجة أنه بدل فـض هذه النزاعات تزداد الأمـور سوءً إذ تخلّف الآلاف من القتلى والجرحى، وقد أثبتت الإحصائيات أن سنـوات السلم التي شهدتها البشريـة أقـل بكثير من سنوات النزاعات المسلحة، وهذا بمعـدل سنـة من السلم مقابل ثلاثة عشر سنـة من الحرب، وهذا ما دعا الخبراء إلى البحث عن سبـل تمنع اللجوء للقوة كوسيلة لحل الخلافات، ولكنهم لم يتوصلوا إلى أي نتيجة مما دفعهـم إلى تنظيم قواعـد النزاعـات المسلحة، وقد تشكلت في النهايـة وعلى مر الزمن مجموعة من القواعد سـواء على شكل نصـوص قانونيـة أو عرفيـة تهدف إلى تجنيب المدنيين الآثـار السلبية، وقـد أطلق على مجموعة القواعـد هذه عدة تسميات منها قانون الحرب وقانون النزاعات المسلحة ولكن الاسم الشائع هو القانون الدولي الإنساني. فالقانون الدولي الإنساني هو مجموعة المبادئ والقواعد المتفق عليهـا دوليا والتي تهـدف إلى الحـد مـن استخدام العنف أثناء النزاعات المسلحة عـن طريق حمـاية الأفراد المشتركين في العمليات الحربية أو الذيـن توقفوا عن المشاركة فيهـا والجرحى والمصـابين والأسـرى والأعيان المدنية، وكذلك عـن طريق جعل العنف في المعارك العسكرية مقتصرا على الأعمال الضرورية لتحقيق الهدف العسكري.