Résumé:
إن النزاعات المتكررة في المجتمع الدولي المتسببة في هلاك العديد من البشر خصوصاً أولئك الذين يقعون تحت وطأة النزاعات المسلحة، جعل الكثير من الدوّل تفكر في ضرورة إنشاء قضاء جنائي دولي للاحتكام إليه و للحيلولة دون وقوع جرائم ذات الوصف الدولي.لكن كلّ هذه الجهود الرامية للتخفيف من حدّة النزاعات باءت بالفشل و ظلت المساعي و لم تأتي نتائجها إبان الحرب العالمية الأولي بسبب أمور سياسية و تضارب مصالح دولية، إلى أن انتهي الأمر بفشل عصبة الأمم في حل القضايا المصيرية مثل الحرب العالمية الثانية التي شهدها العالم كانت توصف على أنها اشّد فتكاً وتدميراً للبشرية من سابقتها حتمت على المجتمع الدولي و ضع قوانين جديدة تعيده إلى حافة الاستقرار على الأقل وذلك بإعادة النظر في استحداث قضاء جنائي دولي، تم ذلك فعلا في عام 1945 على إثر جهود شخصيات سياسية وبموجب عدة اتفاقيات دولية، حيث اقروا لأول مرة قضاء جنائي دولي عسكري يتمثل في محكمة نورنبرغ وطوكيو، قصد و ضع حد للحروب التي أصبحت تهدّد الأمن و السلم الدوليين، وإثر الانتهاء من المحاكمة العسكرية و ما أسفر عليها من محاكمات، كلفت الجمعية العامة للأمم المتحدة لجنة القانون الدولي بصياغة مبادئ نورنبرغ مع النظّر في الجرائم ضد السلم و وضعها في إطار يجعل البشرية تعيش في مأمن بعيدًا عن الحرب.