Résumé:
استطاعت الأسلوبية أن تشق طريقها وسط المناهج النقدية المعاصرة، وقدر لها أن تستقر منهجا يهدي إلى دراسة الخطاب الأدبي دراسة تتصف بالموضوعية والعلمية فالأسلوبية النظرية تهدف إلى إرساء القواعد النظرية (التنظير) التي ينبني عليها تحليل الخطاب الأدبي، بينما الأسلوبية التطبيقية فهي تعد رافدا لاستكمال البحوث الأسلوبية في المجال النظري، وغايتها تعرية النص الأدبي وإظهار خصائصه وسماته، وإبراز شخصية الكاتب، من خلال فحص الوسائل التعبيرية والإيحائية التي يبتكرها والتي ترتقي بمستوى الكلام وقدرته على النفاذ والتأثير. وتتسم الأسلوبية النظرية بالاستقرار على مناهج بعينها، بينما الأسلوبية التطبيقية تعاني من تعدد اتجاهاتها وتشعباتها، وكذا من انعدام الترابط المنهجي بينها وبين الأسلوبية النظرية. ويمكن الإشارة إلى أن معظم الدراسات والبحوث المتعلقة بالأسلوبية تتمظهر أكثر في الدراسات النظرية وتقل في جانبها التطبيقي. وإن كانت الأسلوبية من المناهج النقدية الحديثة الوافدة إلينا من الغرب، إلا أنه يمكن اعتمادها كمنهج صالح لدراسة النص الأدبي العربي على اعتبار أن الأسلوبية استفادت من الدرس البلاغي والنقدي القديم واستفادت كذلك من الدرس اللغوي.