Résumé:
داخل مجتمع إنقسم على نفسه، وتمزق حاضره بين تقاليد ماضيه وآفاق مستقبله، حيث ضاعت هوية الفرد بين تراثه الذي يشده إلى حلم مثالي عن عهد ذهبي للماضي، وحضارة الآخر الأجنبي الذي يشده إلى حلم مثالي مناقض في التطلع إلى المستقبل، نشأت الرواية العربية المعاصرة. وفي ظل هذه المفارقة المزدوجة، تقاطعت علاقات الذات القومية بتراثها العربي، مع علاقتها بتراث الآخر –الغربي-، داخل فضاء هذه الرواية، ما جعلها تفارق بدورها رواية نمطية، لم تعد في هذا الزمن المعاصر قادرة على حمل طاقة الواقع المشتتة، لكنها وتفاديا للاندثار، كافحت بصدق وبذكاء سعيا للتأقلم مع ظروف هذا العصر القاسي، المتشظي، داخل حركة لا شرقية ولا غربية. وهنا انزاحت الرواية عن الرواية النمطية، نحو رواية جديدة، تحمل حساسية جديدة، ولذة تجريبية روائية مدهشة، متحدية بجدارة زمنا كانت تابعة له لأنها لم تكن تنطق إلا بلسانه، فمن بعد أن كانت الرواية رواية الزمن، أصبحنا نقول اليوم زمن الرواية، لأن رواية الزمن تخلصت من عباءة الزمن الواقعي المرتب، مفصلة عباءة عصرية يزينها التشظي أو التشذرم الذي يقلق ذهن الناظر إليه ويشتته، مستخلصا من إنصهار الأزمنة المختلفة تفصيلة تجريبية مفارقة، تعبر أكثر عن روح العصر القلقة والمقلقة.