Résumé:
كانت و لازالت النزاعات المسلحة مرجعية أساسية في بناء صرح القانون الدولي الإنساني الحديث و مصدر إلهام لتطوير وتأكيد هذا القانون، فكانت معركة "سولفيرينوا" و ما تمخض عنها من نتائج سببا مباشرا في إبرام أول اتفاقية خاصة بالقانون الدولي الإنساني في عام 1864، كما كانت للحرب العالمية الأولى و الآثار التي خلفتها هذه الحرب من دمار و مآسي شأن في إعادة النظر في سير العمليات العدائية و تعزيز القواعد الإنسانية أثناء الحرب و هو ما تجسد فعلا في اتفاقيات جنيف لعام 1925 و 1929. كما كانت الحرب العالمية الثانية و الفضائع التي خلفتها السبب المباشر في ردة الفعل الإنسانية التي تكللت بإبرام اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949، والتي تشكل أساس وجوهر هذا القانون، كما تعتبر فترة الستينيات و السبعينيات و ما أعقبها من زوال فكرة الاستعمار و الاعتراف بمبدأ حق تقرير المصير الأثر المباشر في إبرام البروتوكولان الإضافيان لاتفاقيات جنيف لعام 1977 لتأكيد هذا الاتجاه