Résumé:
حظيت الممارسة النّقدية – في مجال نقد النّقد – لدى حبيب مونسي باهتمام بالغ،فإذا كانالتطبيق في ضوء
المناهج الأدبية المعاصرة في النّقد الجزائري شاذ في الغالب فأنّه في نقد حبيب مونسي حقق شأنه من الدراسة فأفرز
نتائج معتبرة في المدونة النّقدية الجزائرية، ويُعزىَ ذلك إلى خلفية ناقدنا المعرفية التي تجمع بين الأصالة والتراث
والمستوحاة من الموروث النقدي القديم والنّظريات الغربية والعربية الحديثة.
وقد عكف مونسي على إيجاد منهجٍ نقد ي يتماشى وقراءته لأعمال السلف من النّقاد، فكتب في التيارين
ا عجز السياق والنّسق من حصر نظرته النقدية انصب اهتمامه
ّ
السياقي والنّسقي وخصّهما بمؤلفاتٍ قيمةٍ، ولم
صوب نظريات ما بعد الحداثة، إذ تغيرت رؤاه النقدية نظير اهتمامها بالنّص المقروء على حساب المكتوب
فتعددت أنماط القراءة التي أدّت بدورها إلى تبني مناهج جديدة من قبلهعلى سبيل النقد السيميائي، وجمالية القراءة
والتقبل كبديل منهجي يسهم بتفعيل القراءة النّقدية وفتح رؤى النّاقد في الآفاق.
ومنه، دف هذه الدراسة إلى تناول المنجز النّقدي لدى حبيب مونسي وتمحيصه من خلال تفحص المدونة
المختارة والموسومة ب " نقد النّقد المنجز العربي في النّقد الأدبي – دراسة في المناهج – " و" نظريات القراءة في
النّقد المعاصر، بغية تحديد منهجه في النّقد وكيفية دراسته للمناهج السياقية والنّسقية وتحليله للآراء النّقدية برصد
الخلفية المعرفية والمرجعية الفكرية التي تنبثق منها تصوراته، فضلاً عن تبيان الآليات الإجرائية المعتمدة من قِبله في
عرضه للقضايا النقدية، ناهيك عن التنقيب في جهازه المصطلحي لمعرفة إمكانية انفراده بمفاهيم خاصّة في بسطه
لرؤاه النّقدية، لا سيما الكشف عن كونه مجدداً أم متبعاً في استخدامه للمنهج النقدي تنظيراً وتطبيقاً، وكذا
الإضافة التّي ميّز ا هذا الناقد الدرسَ النقدي الجزائري الحديث.
ومن خلال الرؤى النقدية التي انفرد ا مونسي ورأيه الشخصي يسعى هذا العمل – خاصّة – إلى إبراز نظرته
من الممارسات السياقية والنّسقية في النّقد العربي، وكذا الوقوف على مواطن الجِدّة والرداءة في دراسته عامّة كالنّقائص والهنّات ونقاط التميّز ومن ثَم كانت إشكالية بحثنا ترتكز أساساً على قراءة المنجز النّقدي لدى حبيب
مونسي بوصفه أُنموذجاً مهماً يعكس التحولات التي طرأت على الخطاب النّقدي الجزائري من السياق إلى النّسق.