Résumé:
لقد خلقت الأزمات المالية و الاقتصادية خصوصا أزمة الرهن العقاري حالة من الذعر و القلق في أوساط
المتعاملين في الأسواق المالية العالمية من رجال أعمال و مستثمرين، أين ألزمت الاقتصاديين البحث عن تقنيات
جديدة في الصناعة المالية الحديثة و فرضت وقفات تأملية جدية في إمكانية المراجعة الجذرية للفكر الاقتصادي
الرأسمالي، كما وجهت المؤسسات الاقتصادية إلى التفكير الجدي في مراجعة هيكل التمويل و الاستثمار ا،
ناهيك على أا حملت رجال الأعمال و المستثمرين عامة إلى التفكير في الفرص البديلة لاستثمار أموالهم بعدما
بدأ كثير منهم يشك في مقدرة البورصات العالمية على تأمين أموالهم وتنميتها .
و لعل ذلك ما جعل الأنظار تتجه نحو المصارف الإسلامية التي لم تتأثر كثيرا بالأزمة، لكوا تستند إلى
تحريم الاحتكار وتشجيع المستثمرين الصغار، فاستثمار المال و تنمية المدخرات وفق أسس الاستثمار الإسلامي
قائم على المشاركة في العائد و المخاطرة، فالمصارف الإسلامية ليست جمعيات خيرية و إنما مؤسسات مالية
دف لتحقيق الربح المباح شرعا، لذا ينبغي عليها أن تولي اهتماما بالغا بإدارة مخاطرها و تسييرها بأحسن
الطرق و الوسائل .
و في هذا الصدد و باعتبار أهم نقطة أسهمت في إحداث التقلبات الأخيرة في الأسواق المالية العالمية تمثلت
في غياب القوائم المالية الشفافة التي تفصح عن المخاطر التي تواجهها المؤسسات المالية وقدرا في السيطرة على
تلك المخاطر، قامت المصارف وغيرها من المؤسسات المالية الإسلامية على أخذ زمام المبادرة للتنظيم الذاتي
لتقاريرها المالية من خلال قيامها بافصاحات دورية، شفافة، ملائمة وقابلة للفهم، تساعد المستثمرين على تقييم
مخاطر المصرف و بالتالي اتخاذ قرارات استثمارية أكثر صوابا