Résumé:
هدفت هذه الدراسة إلى استعراض دور أدوات السياسة النقدية في إدارة السيولة في ظل تنامي الصيرفة
الإسلامية من خلال دراسة تجارب دولية )ماليزيا، الإمارات، السودان( في تطوير واستحداث أدوات
للسياسة النقدية في إدارة السيولة. وتوصلت الدراسة إلى أنو مع التطور الكبير في العمل الدصرفي الإسلامي،
لجأت البنوك الدركزية إلى تطوير أدوات السياسة النقدية لضمان السيطرة على سيولة النظام الدصرفي ككل
والحفاا على الاستقرار الدالي. وفي ىذا الصدد، طورت بعض البنوك الدركزية أدوات للسياسة النقدية متوافقة
مع الشريعة الإسلامية على غرار شهادات الإيداع القائمة على عقود الدرابحة في الإمارات، إلى جانب
أدوات تمويلية أخرى. كما حاولت بعضها تطوير عمليات السوق الدفاتوحة من خلال التداول في الأوراق
الدالية الدتوافقة مع الشريعة الإسلامية في ماليزيا والسودان. ومع ذلك، فإن الأمر يتطلب مزيدا من الدراسة
والبحث في طبيعة الأنشطة الدصرفية الإسلامية وعلاقتها مع البنوك الدركزية لضمان تطوير أدوات نقدية
متوافقة مع الشريعة الإسلامية بشكل دائم.
وفي الجزائر توصلنا إلى أن الصيرفة الإسلامية محدودة من حيث العدد والحجم، بالإضافة إلى عدم
مراعاة بنك الجزائر لخصوصيتها إلى جانب افتقارىا لنظام تشريعي وتنظيمي وبنية تحتية مساندة وموارد بشرية
مؤىلة للعمل في ىذه الدؤسسات وىذه العقبات حالت دون انتشارىا وممارستها لنشاطها، وأوصت الدراسة
بتوفير آليات رقابية مناسبة لطبيعة الدصارف الإسلامية في إطار توضيح العلاقة بين بنك الجزائر والدصارف
الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالسيولة والتي تعد من أكبر مشاكلها، وفي ىذا الصدد يمكن استحداث
أدوات نقدية لإدارة السيولة تناسب الدصارف الإسلامية على مستوى بنك الجزائر تمكنو من إدارة السياسة
النقدية بهدف التأثير على السيولة واحتياطيات الدصارف من جهة، وأداة لتمويل الدشروعات من جهة
أخرى في ظل الاستفاادة من تجارب دول رائدة في ىذا المجال.