Résumé:
إن تعليم اللغة العربية في العهد العثماني، ي نب ئ عن اهتمام العثمانيين بها، حيث لم ينغلقوا في
دائرة القومية التركية، بل نظروا لأنفسهم على أنهم ح م لة الإسلام وقادة العالم الإسلامي، وأن
فكرتهم المركزية لم تكن سوى الاهتمام بلغة هذا الكتاب المقد س؛ ألا وهو القرآن الكريم.
أم ا في الفترة الاستعمارية، فقد انحصر تعليم اللغة العربية في الكتاتيب والمساجد والزوايا، وعانت
من التغييب الذي عانت منه قرابة مائة وثلاثين سنة، حيث لم يؤثر على وضعيتها، وجعل الجزائريين
ي جيدون الحديث بعامية عربية نظيفة، تأخذ مظهر تأثر هذه العام ية أحايين قليلة باللغة الفرنسية،
التي كانت محصورة لدى فئة من الجزائريين المتواجدين في المدن والساحل، وأوقاتا كثيرة بال لغة
العربية في صورتها النق ية، التي كانت تتعه دها المساجد والمعاهد والنوادي، التي أ سستها جمعية
العلماء المسلمين الجزائريين، المتواجدة في أماكنة مختلفة من الوطن.
أم ا وضعيتها بعد الاستقلال، فقد واجهت تحد يات كثيرة؛ منها تعريب اللسان الجزائري الذي ا عتاد
التح دث بالعام ية تارة، و باللغة الفرنسية تارة أخرى أيام الاحتلال، حيث ات خذت الإجراءات على
مستوى الدولة، لإعادة الاعتبار إلى اللغة العربية، وذلك بتبن ي التعريب بشتى الطرق والوسائل، للعودة
الى الأصالة باستعمال اللغة العرب ية وتعميمها وإتقانها، وذلك أمر لا يسد الطريق على اللغة الأجنبية،
ولكن ه لا يشترط الازدواجية شرطا ، ولا ينط لق منها، و لا يحت م أن تكون اللغة الثانية هي اللغة
الفرنسية بالضرورة. ما دفع قاطرة التعريب إلى أن تتجس د في الإرادة السياسية، التي ع برت عنها
المراسيم والنصوص التشريعية.
ولأن عملية التعل م هي الأداة الوحيدة و الطريقة المثلى، التي يتعل م بها الأفرا د، بناء على مبادئ
فلسفية، أو تجارب ميدانية و حتى مختبرية، فإن مجموعة من النظريات، قد مت قواعد أساسية لفهم
الميكانيزمات والآليات لهذه العمل ية وأسسها وشروطها. فالهدف في الأخير هو محاولة دمج كل
هذه النظريات، أو بعضها أثناء التخطيط للدروس التعليمية، و الأنشطة الصفية بما يخدم عملية
التعل م لدى المتعل مين. ومن مظاهر التخطيط الناجح، الاستعانة بالوسائل التعليمية والتكنولوجيات
الحديثة، التي صارت علامة بارزة وفارقة في الأنظمة التربوية الحديثة، وي قاس نجاح التعليم فيها
بمدى دمج هذه التكنولوجيات الحديثة، والبرمجيات التعليمية والتطبيقات الحاس وبية في سياق
التعليم.
في ظل م خرجات التحقيق الميداني الذي اعتمد على "الاستبيان"، و "بروتوكول المقابلة"، و
"العمل التجريبي ". فإن الواقع الحالي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في السياق التعليمي
415
للغة العربية في المؤسسات التابعة للولاية، يتم يز بشبه غياب لاستراتيجيات إعلامية علمية، في
مقابل الد ور الذي تؤد يه هذه الوسائل وتكنولوجيا التعليم الحديثة، في الر فع من مستوى تحصيل
المتعل مين لمحتويات البرامج الدراس ية من و جهة نظر الأساتذة