Résumé:
أُعدّ هذا المطبوع المخصص لمقياس نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين لطلبة
السنة الثالثة ليسانس، تخصص نقد ودراسات أدبية.، بهدف تقديم دراسة معمقة لنظرية
الشعر عند الفلاسفة المسلمين، فهو لا يقتصر على استعراض آراءِهم في تعريف الشعر
وخصائصه، بل يتجاوز ذلك إلى تحليل الأسس الفلسفية والمعرفية التي شكّلت رؤيتهم
للشعر، ودورها في تحديد وظيفته ومهمته، كما يسعى المطبوع إلى الكشف عن العلاقة بين
الشعر والفنون الأخرى، وواقعية الشعر، والتطرق إلى مفهوم التخييل الشعري وعناصره،
ودور الوزن والإيقاع في بناء القصيدة.
ينقسم هذا المطبوع إلى اربعة أقسام :
1 حد الشعر: -
أ حد الشعر: عرف الفلاسفة المسلمون الشعر بتعريفات متنوعة، تتفق في جوهرها -
وتختلف في تفاصيلها، فمنهم من ركز على الجانب البلاغي، ومنهم من ركز على الجانب
الوجداني، ومنهم من جمع بينهما، من أشهر التعاريف: "الكلام الموزون المقفى يدل على
معنى" )تعريف مبسط وشائع(، و"قول موزون مقفى يدل على معنى خفي" )يشير إلى
عمق المعنى الشعري(، و"النظم الذي يدل على معنى بعبارة وجيزة" )يركز على الإيجاز
الشعري(. كذلك عرف ابن سينا الشعر بأنه "كلام مخيل مؤلف من أقوال موزونة متساوية
في الوزن، متحدة في الحرف الأخير من كل قول منها في الغالب"، مضيفا بعداً موسيقيا للتعريف، أما الجاحظ فرأى الشعر كلاما "مؤلفا على وزن مخصوص، يشتمل على معانٍ
ظاهرة وخفية"، مُبرِزاً ثراء دلالات النص الشعري.
ب الشعر والفنون: قارن الفلاسفة المسلمون الشعر بفنون أخرى كالنثر والخطابة -
والموسيقى. فأبرزوا التقارب بين الشعر والخطابة من حيث التأثير في الجمهور، لكنهم
ميّزوا بينهما من حيث الوزن والقافية. كما لاحظوا التقارب بين الشعر والموسيقى من
حيث الإيقاع والوزن، لكنهم أكدوا على أن الشعر يعتمد على الكلام بينما تعتمد
الموسيقى على الألحان.
ج واقعية الشعر: اختلف الفلاسفة المسلمون في مسألة واقعية الشعر. فمنهم من رأى أن -
الشعر يجب أن يعكس الواقع ويصوره بأمانة، ومنهم من رأى أن الشعر هو نتاج الخيال
والتجربة الذاتية للشاعر، ولا يشترط فيه مطابقة الواقع.
2 الشعر بين المادة والصورة: -
أ الأصول الفلسفية: تأثرت نظرية الشعر عند الفلاسفة المسلمين بالفلسفات اليونانية، -
وخاصة أفلاطون وأرسطو، إضافة إلى التراث العربي وما فيه من بلاغة وشعر. كما
تأثرت بالتيارات الفكرية السائدة في العصر الإسلامي، كالفلسفة الإشراقية والفلسفة
المشائية.
العناصر المشكلة للصورة: تتكون الصورة الشعرية من عدة عناصر، أهمها: التشبيه،
والاستعارة، والكناية، والمجاز. وقد اهتم الفلاسفة المسلمون بتحليل هذه العناصر ودراسة
وظيفتها في بناء الصورة الشعرية.
الأنواع الشعرية: صنف الفلاسفة المسلمون الشعر إلى أنواع مختلفة، بحسب الموضوع
والأسلوب والغرض. من هذه الأنواع: المديح، والهجاء، والرثاء، والوصف، والغزل،
والحكمة.
التمثيل في تصور الفلاسفة: اعتبر الفلاسفة المسلمون التمثيل أحد أهم وسائل التعبير
في الشعر. فهو يتيح للشاعر تجسيد الأفكار والمشاعر من خلال صور محسوسة.
3 مهمة الشعر: -
أ الأسس الفلسفية والمعرفية: ارتبطت مهمة الشعر في نظر الفلاسفة المسلمين -
بالأسس الفلسفية والمعرفية التي اعتمدوها. فمنهم من رأى أن مهمة الشعر هي
الكشف عن الحقائق والوصول إلى المعرفة، ومنهم من رأى أن مهمة الشعر هي
التأثير في النفوس وتوجيه السلوك.
ب مهمة الشعر بين الإمتاع والفائدة: ناقش الفلاسفة المسلمون مسألة التوازن بين -
وظيفة الشعر كوسيلة للإمتاع ودوره في تحقيق الفائدة. فمنهم من أكد على أهمية
الجمع بين الإمتاع والفائدة، ومنهم من رجح أحدهما على الآخر.
4 وسائل المحاكاة: -
أ عناصر التخييل الشعري: تعتمد المحاكاة في الشعر على التخييل، الذي يتيح -
للشاعر خلق عوالم جديدة وتجسيد الأفكار والمشاعر. ومن عناصر التخييل
الشعري: الاستعارة، والتشبيه، والكناية، والتجسيم.
القوة المتخيلة وأقسام الصورة الشعرية: تعتبر القوة المتخيلة أساسية في تشكيل -
الصورة الشعرية. وتنقسم الصورة الشعرية إلى أقسام عدة، بحسب العناصر التي
تتكون منها.
خصائص التصور الشعري: يتميز التصور الشعري بخصائص عدة، منها: الإبداع، -
والخيال، والجمال، والتأثير في النفوس.
الوزن الشعري؛ قيمته المعنوية وصلته بالإيقاع: يؤدي الوزن الشعري دوراً مهما في
تحديد إيقاع القصيدة وتأثيرها في المتلقي. كما أن له قيمة معنوية، حيث يساهم
في تأكيد المعاني وتوضيحها.
بناء القصيدة في تصور الفلاسفة المسلمين ) 1 و 2 (: اهتم الفلاسفة المسلمون بدراسة
بناء القصيدة وعناصرها، كالمقدمة، والعقدة، والحل، والخاتمة. كما ركزوا على
أهمية الوحدة العضوية في القصيدة وتكامل عناصرها.
لذا، فإنّ دراسة الشعر عند الفلاسفة المسلمين تفتح آفاقًا واسعة لفهم التراث الأدبي
والفلسفي، وتكشف عن الروابط الوثيقة بين الفكر واللغة والخيال. ونرجو أن تكون
هذه المحاضرات قد استوفت الشرح الكافي في متونها خاصة في هذا الموضوع
الشائك والغني، ونكون قد مهدنا الطريق لمن يريد المزيد من البحث والتنقيب . والله
ولي التوفيق.