Résumé:
لقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق، فاصطفى من بينهم سيدنا آدم عليه السلام لعمارة الأرض وعبادته فيها، وشرف العرب ولغتهم من دون الأمم، والعربية من بين لغاتها، لحمل آخر الرسالات، فاصطفى الله سبحانه سيدنا محمدًا القرشي العربي صلى الله عليه وسلم ليبلغ آخر رسالاته، ولتكون رسالته بلغة العرب. فأنزل الله القرآن الكريم بلسان عربي مبين أخرس أرباب البيان، وأدهش العقول والأفهام، فوقفت الألباب دون بابه حائرة، وقد أعجزها نظمه وبيانه، وقد كان العرب من قبل قد بلغوا الغاية في فن القول، فكانوا أفصح الناس وأبلغهم.
وتُعدّ علوم القرآن من أهم المجالات التي ينبغي على الطالب الجامعي الاهتمام بها ودراستها بعناية، نظرًا للدور الكبير الذي تلعبه في تكوين شخصيته وتطويرها. ففي زمن التحولات والتقلبات السريعة التي يعيشها العالم اليوم، تمثل دراسة علوم القرآن مصدرًا هامًا لتعزيز الثقافة الإسلامية والتواصل مع تراث الإسلام العظيم.
أولًا، تساهم علوم القرآن في تعزيز الوعي الديني والثقافي للطالب الجامعي، حيث تمكّنه من فهم النص القرآني بمزيد من العمق والتأمل، وتقدير قيمه وأخلاقياته. ومن خلال فهم تعاليم القرآن ومبادئه، يصبح الطالب قادرًا على التعامل مع النص القرآني بوعي وفهم.
ثانيًا، تُعتبر علوم القرآن مصدرًا للتفكير النقدي والتحليلي لدى الطالب الجامعي، حيث تدعوه لاستكشاف المفاهيم العميقة والمعاني الرمزية في القرآن الكريم. ومن خلال دراسة مختلف جوانب علوم القرآن مثل التفسير، والتجويد، والعلوم القرائية، يمكن للطالب تطوير مهارات البحث والتحليل.
ثالثًا، تسهم دراسة علوم القرآن في بناء شخصية الطالب الجامعي، حيث تعزز قيم الالتزام، والأمانة، والتفاني في العمل، وتنمي لدى الطالب القدرة على التحمل، والصبر، والتفكير الإبداعي. ومن خلال الاستماع والتفكر في آيات القرآن، يتغذى الطالب على الروحانية والهدوء النفسي الذي يساعده في التفوق الأكاديمي والاجتماعي