Résumé:
تعد البطالة من أهم المشاكل التي تعاني منها مختلف اقتصاديات دول العالم في القرن العشرين، إذ أن هناك ما
يقارب ربع مليار عاطل عن العملموزّعين على مختلف أنحاء العالم1، ويبدو أن البطالة قد دخلت مرحلة جديدة
تختلفتماماً عن بطالة العالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، ففي حالة البلدان الصناعية المتقدمة كانت البطالة تعتبر
جزءاً من الدورة الاقتصادية، بمعنى أEا تزيد مع ظهور مرحلة الركود وتنقص أثناء مرحلة الانتعاش. أما الآن فقد
أصبحت البطالة، ومنذ ما يزيد عن ربع قرن مشكلة هيكلية، فبالرغم منتحقّق الانتعاش والنمو الاقتصادي تتفاقم
البطالة سنة بعد أخرى.
أما في البلدان النامية تتفاقم البطالة بشكل عام مع استمرار فشل جهود السياسات التنمو ية وتفاقم الديون
الخارجية وتطبيق برامج صارمة للإصلاح الاقتصادي. وزاد من خطورة الأمر، أن هناكفقراً شديداً في الفكر
الاقتصاديالر اهن لفهم مشكلة البطالة وسبل الخروج منها، بلو هناك تيارا فكريا ينتشر بقوة الآن ينادي بأن البطالة
أضحت مشكلة تخص الدول التي فشلت في التكيف مع ظروف المنافسة والعولمة.
إن علاج أزمة البطالة في البلاد النامية هي عملية صعبةومعقّدة في آن واحد، و الصعوبة تكمن في الجذور
العميقة التي أحدثت هذه الأزمة والمتمثّلة في: التخلف الاقتصادي، ضعف موقع البلاد النامية في الاقتصاد العالمي
وفشل جهود السياسات التنمو ية