Résumé:
لقد تزايد الاهتمام بالفكر التنموي، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، لكن أهم ما يمكن أن نلاحظه أن الكتابات قد أخذت بعدا و طابعا أيدلوجيا، مع التركيز على النمو معبرا عنه بالتطور الكمي لحجم الثروة مع محاربة مظاهر التخلف من خلال الإنشاء و التعمير مهما كانت التكلفة الممكن تحملها في سبيل ذلك، لكن واقع التنمية الاقتصادية قد فرض خلال العشريات الأخيرة وبالتحديد ابتداء من السبعينات في القرن العشرين عدة تحديات، و بات من الواضح أنه لا سبيل إلى إنكار الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب على أنماط التنمية التي لا تراعي ندرة بعض الموارد الطبيعية من حيث الاستغلال أو نواتج و مخلفات النشاطات الاقتصادية على البيئة الطبيعية، و المعروفة في الوقت الراهن بالمشاكل البيئية ( من بينها التلوث، التصحر...) و التي أصبحت تأخذ طابعا عالميا، بحيث تعدت آثارها الدولة الواحدة إلى عدة دول أخرى، مما يعني أن العالم كله معني بهذه الظاهرة. حتى عهد قريب تمت معاملة بعض الموارد الطبيعية من طرف الاقتصاد الوضعي على أساس لا محدوديتها، لكن الأمور انقلبت ليتضح أن هذه الموارد مهددة بالنضوب جراء ضغوط المشاكل البيئية و على رأسها التلوث .